الإعتراف بالاختلاف.. مفتاح كنز الألفة والمودة
مختلفان.. وبيننا فروق.. ولكن.. سنبقى معاً..
كتاب لـ : جون غراي
تساؤلات...
الفهم الواسع للفروق بيننا يساعد على حل الكثير من الاحباط في التعامل مع الجنس الآخر ومحاولة فهمه.
عندما يكون الرجال والنساء قادرين على ان يحترموا ويقبلوا اختلافاتهم تكون الفرصة سانحة ليزدهر الحب.
متى يذهب الرجال الى كهوفهم؟ ومتى تتحدث النساء؟
«لقد دفعتني حادثة انهيار زواجي الأول لسبع سنوات من البحث للمساعدة في تطوير وتنقيح الفهم عن المرأة.. والرجل في هذا الكتاب، وبالمعرفة بطرق علمية محددة كيف ان الرجال والنساء مختلفون وبهذا الإدراك المختلف للفروق بيننا نحسن علاقاتنا بشكل مذهل». . الزواج، خط مستقيم بين عالمين، فالحياة بعده لاتعود مثلما كانت قبله، لذلك - يجد الإنسان، رجلاً كان او امرأة.. مضطراً لإعادة النظر، في كثير من المسائل المتعلقة بعلاقته مع الآخر، وقد يجد نفسه مطالباً بإعادة التعرف على نفسه، في خضم هذه الحياة الجديدة.
إعداد: محمد الربيع
وأهم معالم الحياة الزوجية، هو سقوط الأقنعة، فنحن نلقى بكل أقنعتنا السابقة، التي قد نرتديها لنبدو ألطف وأرق وأكرم وأنبل في نظر من نحب، لنحصل على اهتماهه ومحبته، لكن بعد الزواج، وفي خضم الواقع والحياة.. تصبح هذه الأقنعة موضوع امتحان كبير، إما أن يتأكد أنها بالفعل جزء أصيل من شخصيتنا.. أو إضافة مفتعلة ولأغراض آنية.. واذا كان الإنسان قبل الزواج، يحتاج الى قدر بسيط من استخدام ذكائه ليجعل الحياة أجمل، فإنه بعد الزواج وأثناءه أحوج مايكون لذكائه، لتجاوز التكرار والملل والرتابة.. التي تمثل تحدياَ دائماً يدفع بالكثيرين للتسرب خارج منظومة الحياة الزوجيه، بحثاً عن التجدد والدهشة. وقبل كل ما سبق ذكره من اسقاط الأقنعة والذكاء، وكل ما يدفع بقيم الحياة الزوجية والعلاقات الإنسانية الى أمام.. هناك قيمة تمثل حجر الزاوية في هذه العلاقة. اذا تم الإقرار والإعتراف بها، والتعامل، بمحبة وتسامح، سرى نهر الحياة الزوجية الى المنشود، في محيط المودة والرحمة، وإذا أُغفلت وأُنكرت، فسد ماء الحياة وتعكر صفوها واختلّت قيمة «الإختلاف»، أي الإعتراف باختلاف المكوِّن النفسي بين المرأة والرجل، وبالتالي اختلاف الإستجابة وردود الفعل، لأن كلا منهما، ينظر الى المسألة أو الحدث، من زاوية تكوينه الشخصي والخاص. وهذا الإختلاف في المزاج والنزوع النفسي، هو مصدر ثراء وغنى وتنوع في الحياة، إذا نظر إليه بمحبة واحترام بين الطرفين وتم التعامل معه، بالشكل الذي يقترحه كتاب: «الرجل من المريخ، النساء من الزهرة،» لمؤلفه الدكتور جون غراي، من ترجمة الدكتور حمود الشريف، والصادر عن مكتبة جرير، أصبح نعمة على الحياة الزوجية، وعلى طرفيها الاثنين، وإذا عمل كل طرف على الغاء الآخر وتذويبه في شخصيته، بسبب عدم الإعتراف او الرغبة في عدم الاعتراف بتميز الآخر واختلافه، عمت النقمة على الحياة الزوجية.. وانهارت أسسها. د.جون غرى في هذا الكتاب الممتع والمدهش.. يفاجئك، بإمكانية إيجاد حلول بسيطة، لقضايا ومسائل نظنها معقدة، بسبب جهلنا للمدخل الصحيح لكل المسألة موضوع النزاع لأننا لم ننتبه للوصفة السحرية.. وهي الإعتراف باختلافنا.. الذي هو البداية الصحيحة لتحديد ردود الفعل تجاه الآخر.. والخروج من مأزق الجهل بالآخر، بمنتهى البساطة.. جون غراى، الذي حول كتابه الى «دليل عملي لتحسين الاتصال والحصول على ما ترغب في علاقاتك» خصص مقدمة كتابه ليروي لنا التجربة التي قادته الى التعرف على وصفة الإختلاف السحرية: الرجال من المريخ، النساء من الزهرة، يعتبر دليل علاقات الحب في التسعينات، انه يظهر كيف ان الرجال مختلفون في كافة قطاعات حياتهم، إنه ليس من المؤكد فقط، ان الرجال والنساء يتواصلن بطرق مختلفة، ولكنهم يفكرون ويشعرون، ويستوعبون، وتكون ردود أفعالهم ويستجيبون، ويحتاجون، ويعبرون عن عرفانهم بطرق مختلفة، إنهم تقريباً يبدون كما لو أنهم من كوكبين مختلفين، يتكلمون لغتين مختلفتين، ويحتاجون الى تغذية مختلفة.
وفي الفصل الأول من الكتاب، يشير د. غراي الى بعض القواعد الذهبية في فهم الإختلاف منها: نحن نفترض مخطئين أنه إذا كان والدينا يحبوننا، فسيكون رد فعلهم وتصرفهم بأسلوب معين- اسلـوب رد فعلنا -وتصرفنـا إذا كنـا نحـب شخصاً.. و«عندما يكون الرجال والنساء قادرين على ان يحترموا ويقبلوا اختلافهم، عندئذ تكون الفرصة سانحة ليزهر الحب».
الفصل الثاني يخصصه الكاتب، لفضيلة الإنصات للآخر: «في كثير من الأحيان ترغب المرأة فقط ان تبوح بمشاعرها عن يومها، وزوجها، الذي يظن انه يساعدها يقاطعها مقدماً لها سيلاً متواصلاً من الحلول لمشاكلها.
وتحت عنوان يذهب الرجال الى كهوفهم وتتحدث النساء، يخصص الكاتب الفصل الثالث، لمعالجة كيفية لجوء الرجال للتحصن بالصمت بينما تلجأ المرأة الى البوح.. وكيف يمكن ان يؤدي تفهم هذا الأمر الى التماسك.. وتجاوز الأزمات.
وفي الفصل الرابع يقدم إجابته لسؤال كيف تحفز الجنس الآخر في قاعدة: يُحفِّز الرجال ويتمكنُون عندما يشعرون بأن هناك من يحتاج إليهم.. وتَحَفَّز النساء وتتمكّن عندما يشعرن أنهن معّززات. ويستمر الكاتب في مناقشة التفاصيل، لجلاء دور «وعي الإختلاق» في ترصين مسيرة العلاقات الإنسانية بين الرجال والنساء محللا التغيرات العاطفية التي تعتري العلاقة بينهما،ويستعين على توصيفها بتشبيهها بالتغيرات والانتقالات التي تحدث في فصول السنة من ربيع وخريف وشتاء وصيف. هارولدز بلومفيلد، يصف كتاب الرجال من المريخ والنساء من الزهرة بأنه «دليل رائع لفهم علاقات الذكور بالأناث لأن: د.جون غراي يشرح كيف تحدث الإختلافات بين الجنسين وتمنعهم من الإشباع المتبادل لعلاقات الحب». إن كتاب الرجال من المريخ، النساء من الزهرة..يقول لك ببساطة إن مفتاح الحل، كامن فيك، فقط انتبه له وقم برعايته،وتصرف بمحبة وتسامح، فتنفتح لك كنوز الحب والوداد والألفة.